إنتاج الرقائق الإلكترونية في 2023.. توقعات النمو ومصادر التهديد

0

"هل سيكون إنتاج الرقائق الإلكترونية أفضل حالًا خلال العام الجاري (2023)؟"، تساؤل يدور في أذهان المعنيين بتصنيع السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية في المقام الأول، لا سيما أن العام الماضي (2022) شهد نقصًا كبيرًا أثّر في خطط التصنيع لدى كبريات الشركات.

وأبدى رئيس شركة "إيه بي بي" -ومقرها مدينة زيورخ السويسرية- بيتر فوسر، تفاؤله حيال التوقعات الإنتاجية للصناعة العام الجاري، بما يعكس تعافيًا جيدًا من الكبوة التي وقعت بها الصين أبرز مراكز الصناعة، إثر موجات جائحة كورونا العام الماضي (2022)، وفق تصريحات نقلتها عنه سي إن بي سي (CNBC).

ولم تخلُ التوقعات المتفائلة للصناعة من تخوفات قد تشكل تهديدًا يعوق محاولات التعافي، إذ ترتبط سلاسل التوريد ارتباطًا مباشرًا بالمشهد الجيوسياسي للأسواق العالمية، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

توقعات النمو

قال رئيس شركة "إيه بي بي"، بيتر فوسر، إن العام الجاري (2023) قد يشهد تحسنًا في توقعات نمو صناعة الرقائق الإلكترونية في الصين بمعدل أقوى من بقية مواقع التصنيع في العالم.

الرقائق الإلكترونية
رقائق إلكترونية - الصورة من CNBC

وأضاف أن بكين نجحت في السيطرة على موجة جائحة كورونا الأخيرة بصورة كبيرة، رغم أنها كانت مختلفة عن الموجات السابقة، وقد تنتهي تداعياتها خلال أشهر قليلة لتعود البيئة الصناعية في الدولة الآسيوية لطبيعتها.

وبخلاف الصين، توقع فوسر أن مواقع الصناعة في أنحاء العالم ستحقق معدلات نمو أقل من الصين، مؤكدًا أنه في حالة تباطؤ نمو الاقتصاد بمستويات أقل من المتوقعة فإنه في غضون وقت قريب سنشهد فائضًا في الطاقة الإنتاجية.

وأشاد فوسر بإقرار الولايات المتحدة قانون الرقائق الإلكترونية في أغسطس/آب العام الماضي (2022) بموافقة رئاسية، كما ستعززه باستثمارات تصل إلى مليارات الدولارات، في محاولة لجذب الشركات نحو التصنيع المحلي، وبجانب ذلك تسجل الاستثمارات الأوروبية في الصناعة نموًا أيضًا.

تحديات مثيرة للقلق

أظهرت تايوان براعة وتفوقًا في تصنيع الرقائق الإلكترونية لافتةً للنظر؛ إذ إن شركة "تي إس إم سي" تُعد أكبر منتجي الرقائق، لكن الأداء القوي يُعد سلاحًا ذا حدين.

وتنافست الدول فيما بينها على التعاون مع عملاق الصناعة التايوانية، ونجحت أميركا في جذبها لإنتاج المزيد من الرقائق الإلكترونية في مصنعين بولاية أريزونا الأميركية باستثمارات تصل إلى 40 مليار دولار.

وأدى نجاح تايوان وريادتها العالمية في الصناعة إلى نمو حجم المخاوف من التوترات بينها وبين الصين، ورأى بيتر فوسر أن المناوشات بين البلدين تشكل خطرًا على الصناعة ينبغي متابعته جيدًا.

وأضاف أنه رغم دور تايوان في إنجاح الصناعة فإن التهديد الذي قد يمثله تعثر إنتاجها حال تصاعد توتراتها مع الصين يدفع نحو تمهيد الطريق للاعبين جدد بالبحث عن مصادر إنتاج الرقائق الإلكترونية في أنحاء العالم كافّة.

وقال إنه ينبغي ألا تعتمد الصناعة على مصدر واحد فقط للتوريد، مستشهدًا بحجم تأثر الأسواق بالإغلاقات التي فرضتها الصين خلال مواجهة موجات جائحة كورونا المتعاقبة.

أداء 2022

أكد بيتر فوسر أن نقص الرقائق الإلكترونية الذي شهدته الأسواق العالمية تفاقم خلال الأرباع الـ3 الأولى من العام الماضي (2022)، حسب تصريحات لـ"سي إن بي سي" على هامش انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي.

الرقائق الإلكترونية
مصنع روبوتات خاص بشركة إيه بي بي - الصورة من Barron's

وشدد على أن اضطراب سلاسل التوريد الآسيوية من الصين وتايوان، خلال العام المذكور، أثّر بقوة في خطط التحول إلى السيارات الكهربائية وتصنيع الروبوتات.

وأرجع ذلك إلى ما تمثله الصناعة من مكون رئيس يدخل في تصنيع السيارات والأجهزة والهواتف وغيرها من أبرز عناصر الأنشطة الاقتصادية للدول، ما ضاعف تأثير نقص المعروض.

وتابع أن شركته اضطرت إلى إغلاق مصانعها في الصين العام الماضي (2022) ضمن تداعيات جائحة كورونا وإغلاقات تحجيم الوباء، مشيرًا إلى أن شركته لم تستأنف العمل بكامل طاقتها حتى الآن.

اقرأ أيضًا..

إقرأ: إنتاج الرقائق الإلكترونية في 2023.. توقعات النمو ومصادر التهديد على منصة الطاقة

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top