كان يجب على “حماس” تأكيد الرواية الإسرائيلية حتى إن كانت كاذبة

0

بقلم علاء عمر

انتشرت في الساعات الأخيرة أنباء حول تحرير رهينة إسرائيلية – مجندة من قبضة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”. بغض النظر عن كل ما يُقال في صالح الرواية الإسرائيلية حول تحرير المجندة التي تم أسرها، أو اختطافها، من قِبل “حماس”. وبما أن الجمهور الإسرائيلي، وفقاً لتسجيل ڤيديو نشرته قناة “الجزيرة”، يطالب المتحدث الرسمي باسم الحركة – أبو عبيدة بتوصيح الأمر، أعتقد أن رد “حماس” الرسمي يجب أن يكون على النحو التالي، بعيداً عن صحة الرواية أو عدم صحتها…

بالفعل.. نجحت وحدة “كوماندوز” إسرائيلية بتحرير الأسيرة الإسرائيلية، لكننا نجحنا باستخلاص العِبَر من هذه الحاثة، إذ اكتشفنا جواسيس في صفوفنا ونجحنا بتحييدهم، ما سيضعف الإسرائيليين على المدى البعيد.. كما استفدنا من عملية التحرير هذه إذ بيّنت لنا مواضع الضعف لدينا والثغرات التي يجب أن نسدها.. والخسارة ليست كبيرة، مجرد رهينة واحدة من ضمن العشرات.

تصريح كهذا يعني…

أولاً.. سيرتفع رصيد حركة “حماس” في العالم ولدى الإسرائيليين على وجه التحديد وسيمنح الحركة أهلية غير مسبوقة.

ثانياً..  سيجعل الفلسطينيين، والعرب ككل، يثقون أكثر في “حماس” بصفتها واقعية وتصريحاتها تنطلق من هذه الواقعية، وأنها لا تصدّر نفسها كحركة لا تُقهر وأن مقاتليها عبارة عن “سوپرمانات”.. إن جاز التعبير.. مع التأكيد على أن المواجهة العسكرية مفتوحة على كل الاحتمالات..وأن الخسارة واردة في معادلة المجابهة تمامأً كما هو الربح وارد.

ثالثاً.. سيربك هذا “الاعتراف” الجانب الإسرائيلي الذي يعلم علم اليقين أنه لم يتم تحرير أي رهينة.. وذلك في حال لم يتم تحرير أي رهينة فعلاً، وأن الخبر مفبرك من أول كلمة حتى آخر حرف.. وفي هذه الحالة الإقرار بـ “واقعة” لم تحدث أقوى من الاعتراف بحادثة قد وقعت.

رابعاً.. سيمنح “اعتراف” كهذا مصداقية وهامشاً أكبر لـ “حماس”، كي تنفي أي خبر تنشره إسرائيل لاحقاً ويحمل في طيّاته إشارات تعكس ضعف الحركة وتراجع قدراتها.. والعالم سيصدقها دون أدنى تشكيك.

خامساً.. علاء عمر – 1 نوڤمبر 2023 – موسكو

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top