دفاع العرب Defense Arabia
العقيد الركن م. ظافر مراد
تتنافس الشركات المشاركة في صناعة الطائرات الحربية على أنواعها على تحسين تقنية التخفي عن الرادارات، أي بمعنى آخر، التقليل من قيمة أو حجم “البصمة الرادارية- Radar Signature” أو ما يُطلق عليه تسمية” Radar Cross Section-RCS “، والهدف من ذلك جعل إكتشاف الطائرة غير ممكن، أو صعباً، أو متأخراً وبعد فوات الأوان. وعلى الرغم من تطوير هذه التقنية واستخدامها على السفن الحربية وبعض الوسائل القتالية، إلا أن أهميتها القصوى تتجلى في الجو، وبالتحديد عند الطائرات الحربية المقاتلة أو القاذفة، والتي تتطلب مهامها التسلل إلى الأجواء المعادية، ما يضمن بشكلٍ كبير حمايتها من الدفاعات الجوية أو من الطائرات الإعتراضية.

ترتبط قيمة البصمة الرادارية بعدة عوامل وهي: الشكل الهندسي وحجمه، المواد المستخدمة في صناعة الهيكل، الطلاء المستخدم على جسم الطائرة، أجهزة الإرسال والإستقبال والحساسات الموجودة في الطائرة، أضف إلى ذلك عوامل أخرى ظرفية قد تساهم في رفع قيمة هذه البصمة مثل لحظة إطلاق الصواريخ والمقذوفات، التعرض لعوامل طارئة مثل الحوادث المادية التي تصيب هيكل الطائرة، طبيعة وسرعة المناورة التي تثبت أنها لطائرة حربية وليس لطائر ولو كان حجمها ضئيلاً جداً.
بالإضافة إلى تخفيض البصمة الرادارية في التقنيات الشبحية، يتم ايضاً العمل على تخفيض البصمة متعددة الأطياف “Multi-Spectral Signature” أي رادارياً وحرارياً وبصرياً، فتخفيض البصمة حرارياً وبصرياً يقلل من نسبة نجاح الإصابة بصواريخ وطلقات الدفاع الجوي المعادية. وهذه التقنية تطبق على كافة المعدات العسكرية البرية والبحري والجوية، ولكن بنسب متفاوتة وفقاً لطبيعة ومهام كل سلاح أو عتاد، ولكن بقي التركيز على سلاح الجو كونه الأكثر أهمية والأكثر قدرة على توجيه ضربات قاتلة، سريعة ومفاجئة، وكونه يحقق النصر السريع ويحسم المعركة.
كانت الولايات المتحدة الدولة الاولى التى نجحت في صناعة طائرة شبحية، وهي “F-117 Nighthawk”، وهذه الطائرة من إنتاج شركة “لوكهيد مارتن” وتعتبر أول طائرة تستخدم تقنية التخفى ضد معظم الرادارات، وكان التركيز حينها على الشكل الهندسي للجسم الذي يُشتت الموجات الرادارية بحيث ترتد إلى غير مصدرها، وكانت أول تجربة ناجحة لطيرانها عام 1981، وأنجزت أول مهمة لها عام 1983، واستخدمت هذه الطائرة بكثافة في عمليات القصف الإستراتيجي ضد العراق في حرب الخليج الثانية، وكانت المفاجأة عندما أُسقطت طائرة واحدة منها بواسطة الدفاعات الجوية اليوغسلافية بتاريخ 27 آذار 1999، من قبل الدفاع الجوى الصربى بواسطة صاروخ سام-3، ووفقاً لدراسة سرية قام بها حلف الناتو، يسود الاعتقاد بأن تعديلاً جرى على منظومة الصواريخ تلك لجهة الموجات التي تعمل عليها، كان السبب في اكتشاف الطائرة.

بعد ذلك قامت الولايات المتحدة بتصنيع قاذفة القنابل ( B-2 Spirit ) ومن ثم ( F-22 Raptor ) سنة 1997، ثم (F-35 Lightning)، وتمكن الروس من تصنيع طائرة شبحية من الجيل الخامس (SU-57) بواسطة شركة سوخوى لصناعة الطائرات، كما استطاعت الصين صناعة طائرة شبحية من نفس الجيل، تعرف باسم (J-20).

وفقاً للدراسات والمعايير العلمية والعسكرية، تصنف الطائرة شبحية في حال كانت بصمتها متعددة الاطياف مشابهة أو اقل قيمة من بصمة طائر في الجو، وفي المعلومات حول أفضل 5 طائرات شبحية من حيث البصمة متعددة الأطياف، تأتي في المرتبة الخامسة الطائرة الروسية “SU 57” بقيمة RCS تساوي 0.01 م2.

في المرتبة الرابعة الطائرة الاميركية “F-35” بقيمة RCS تساوي 0.005 م2.

في المرتبة الثالثة “F-117” بقيمة RCS تساوي 0.001 م2.

في المرتبة الثانية “B-2” بقيمة RCS تساوي 0.0001 م2.

في المرتبة الأولى “F-22” بقيمة RCS تساوي 0.0001 م2 مع حجم أقل وتقنيات إلكترونية أكثر حداثة من الطائرة “B-2”.

أما بالنسبة للطائرة الصينية “J-20″ فليس هناك معلومات مؤكدة حول قيمة البصمة متعددة الأطياف خاصتها، ولكن التقديرات ترجح مساواتها مع تلك الموجودة عند الطائرة الروسية ” SU-57″ والتي تساوي 0.1، حيث أن الصين إستعانت بخبرات روسية عند صناعة هذه الطائرة.

The post البصمة الرادارية: كل ما تريد معرفته عن تقنية التخفي في الطائرات appeared first on Defense Arabia.