الرياح والطاقة الشمسية تسجلان أرقامًا قياسية جديدة في جنوب أستراليا

0

نجحت ولاية جنوب أستراليا في أن تتبوأ موقع الريادة عالميًا في استخدام الرياح والطاقة الشمسية، بعد اعتمادها لسنوات طوال على الوقود الأحفوري الملوث للبيئة، ماضية بقوة في مسار تحول الطاقة.

وتواصل ولاية جنوب أستراليا الحفاظ على رقمها القياسي، الذي سجّلته في السنوات الأخيرة، في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وفق ما نشره موقع "رينيو إيكونومي" Renew Economy الأسترالي.

فقد أسهَم كل من الرياح والطاقة الشمسية بما نسبته 85.4% من الطلب على الكهرباء في الولاية، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول (2022).

وقال محلل أنظمة الطاقة في جامعة نيوساوث ويلز الأسترالية، دايلان ماكونيل، إن هذا "رقم قياسي شهري جديد" بالنسبة لولاية جنوب أستراليا، والذي حطمت به الرقم السابق المُسجل في ديسمبر/كانون الأول (2021) البالغة نسبته 76%، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

الطاقة المتجددة ونصيب الأسد

ذكر ماكونيل أن الرياح والطاقة الشمسية أسهمتا أيضًا بنحو 80% من الطلب على الكهرباء (79.2%)، خلال الربع الأخير من العام الماضي (2022)، في ولاية جنوب أستراليا؛ ما يجعله الرُبع الأعلى على الإطلاق.

وتستعد ولاية جنوب أستراليا، التي تقود العالم فعليًا من حيث حصة الرياح والطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، لأن تصير أول مركز في حجمه يعمل دون توليد متزامن للكهرباء، في غضون السنوات القليلة المقبلة، وفقًا لمشغّل سوق الطاقة الأسترالية " آيمو".

والتوليد المتزامن للكهرباء هو مزيج من الكهرباء والحرارة، أو بمعنى آخر، هو طريقة لتوليد الكهرباء والحرارة في آن واحد.

الرياح والطاقة الشمسية
ألواح شمسية - الصورة من reddit.com

رقم قياسي غير مسبوق

لا يُعَد الرقم القياسي الذي سجلته ولاية جنوب أستراليا في ديسمبر/كانون الأول (2022) مثيرًا للاستغراب والتعجب؛ لأن متوسط إنتاج الرياح والطاقة الشمسية مثّل أكثر 100% من الطلب المحلي في الولاية لأكثر من 10 أيام متتالية، في الشهر ذاته، مسجلًا رقمًا قياسيًا هو الأول من نوعه في العالم.

ولم تستطِع أي شبكة كهرباء أخرى في العالم أن تقترب حتى من إنتاج تلك السعة من "الرياح والطاقة الشمسية"، أو حتى لتلك المدة الزمنية الطويلة نفسها، بحسب ما ذكره "رينيو إيكونومي" آنذاك.

وقدر ماكونيل حينها أن ولاية جنوب أستراليا واصلت استخدام الرياح والطاقة الشمسية بنسبة أعلى من 100%، طيلة 10 أيام و18 ساعة و45 دقيقة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول (2022)؛ حيث بلغ متوسط السعر إبان تلك المدة سالب 3.26 دولارًا أميركيًا لكل ميغاواط/ساعة.

وإبان تلك المدة تُظهر البيانات أن الألواح الشمسية المثبتة على أسطح المنازل والبنايات قد أسهمت بما نسبته 26.3%، لتهيمن بذلك على الإنتاج خلال وقت النهار، وهو ما يمثل أحيانًا 92% من الطلب المحلي.

ومع ذلك، فإن أكبر إسهام في توليد الكهرباء المتجددة جاء من طاقة الرياح، بواقع 67.6% خلال تلك المدة، بينما تراجعت حصة الطاقة الشمسية واسعة النطاق في توليد الكهرباء المتجددة؛ بسبب الأسعار السلبية، وتأثير الخلايا الشمسية المثبتة في الأسطح، إذ لم تسهم سوى بنسبة 6.1%.

عزل الشبكة

ضربت موجة من تقلبات الطقس المصحوبة بعواصف ولاية جنوب أستراليا، قادت إلى فصل الكهرباء فيها عن الشبكة الرئيسة وتعطل عمل خطوط النقل.

وبسبب الظروف المناخية المتطرفة، اضطرت السلطات في الولاية إلى وقف تشغيل عدد من ألواح الطاقة الشمسية المثبتة على الأسطح في المنازل والشركات، وخفضت عمل البعض الآخر، وفق ما أورده موقع "رينيو إيكونومي."

وبدءًا من ظهر السبت الموافق 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تفاقمت تلك التطورات مع زيادة حدة العواصف في الولاية، وتسببها في سقوط برج لنقل الكهرباء قرب مدينة "تايلم بند"؛ ما نتج عنه فصل الشبكة المحلية عن سوق الكهرباء الوطنية "نيم" المسؤولة عن الربط بين ولايات أستراليا وأقاليمها.

ويوضح التصميم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- تطور القدرات الكهربائية المنتجة من الطاقة المتجددة في أستراليا خلال المدة من عام 2015 حتى عام 2020:

القدرات الكهربائية المنتجة من الطاقة المتجددة في أستراليا

حالة الطوارئ المناخية

في مطلع يونيو/حزيران (2022)، أعلنت حكومة جنوب أستراليا العمالية الجديدة، رسميًا، حالة الطوارئ المناخية، في اليوم ذاته الذي ألغى فيه وزير الطاقة، توم كوتسانتونيس، برنامجين يهدفان لتشجيع استخدام الألواح الشمسية والبطاريات.

وكشف حزب العمال النقاب عن خطط طموحة لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 43%، بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005، وتعزيز الطاقة المتجددة في أستراليا عبر بناء مشروعات الطاقة الشمسية والبطاريات المملوكة مجتمعيًا.

وأُلغي كوتسانتونيس مخطط بطاريات المنزل في جنوب أستراليا، الذي كان يهدف أساسًا لدعم تركيب البطاريات في المنازل، وبرنامج التحول إلى الطاقة الشمسية، الذي يجيز للمواطنين الحصول على الامتيازات الحكومية، بتركيب مجاني للمصفوفات الشمسية.

وعزا الرئيس التنفيذي لمجلس الحفظ بجنوب أستراليا إلغاء البرنامجين إلى الرغبة في توفير التكاليف، فضلًا عن دعم الحكومة المشروعات الكبيرة على نطاق الشبكة، ضد التثبيت الأوسع للأنظمة المركزية الصغيرة مثل المصفوفات الشمسية.

أهداف طموحة

حددت حكومة ولاية جنوب أستراليا هدفًا طموحًا يتمثل في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بنسبة 100% بحلول عام 2030.

وفي هذا الصدد؛ من المرجح أن تحقق ولاية فيكتوريا هدفها قبل الموعد المقرر بفضل مشروع الربط الجديد مع ولاية نيو ساوث ويلز، الذي يشجع على إقامة مشروعات الرياح والطاقة الشمسية.

يُذكر أن حكومة حزب العمال في ولاية جنوب أستراليا قد تعهّدت، خلال الانتخابات الأخيرة، ببناء محطة هيدروجين بقيمة 593 مليون دولار في مدينة وايللا.

ويستهدف الحزب زيادة حصة الطاقة المتجددة في أستراليا بنسبة 82% (ما يعادل 26 غيغاواط) بمزيج الكهرباء بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: الرياح والطاقة الشمسية تسجلان أرقامًا قياسية جديدة في جنوب أستراليا على منصة الطاقة

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top