الوقود الأحفوري يتلقى استثمارات كندية رغم تعهدات الحكومة بوقفها

0

بدأت كندا تنفيذ خطتها الهادفة لوقف تمويل استثمارات مشروعات الوقود الأحفوري في الخارج، ابتداء من اليوم الأحد 1 يناير/كانون الثاني (2023).

ورغم ذلك، تتلقى هذه المشروعات حتى الآن تمويلًا عبر الأبواب الخلفية، عبر صناديق التقاعد الخاصة بموظفي الحكومة في الغالب، حسبما ذكر موقع "كوربرات نايتس".

وتعهدت الحكومة الليبرالية، في انتخابات عام 2021 أن تنحاز للتوجه العالمي بوقف الاستثمارات العامة في مشروعات الوقود الأحفوري، والتركيز على التحول إلى الطاقة النظيفة.

وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلنت الحكومة الكندية بدء تنفيذ تعهدات قمة المناخ كوب 26 في غلاكسو، وما أكدت عليه قمة المناخ كوب 27 مصر.

وأعلنت الحكومة وقف الاستثمارات العامة في مشروعات الوقود الأحفوري بحلول نهاية العام المنصرم (2022)، وتوجيهها للمصادر النظيفة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

صناديق التقاعد

الوقود الأحفوري
وزير البيئة وتغير المناخ الكندي ستيفن غويلبولت - الصورة من سي بي سي

تواصل صناديق التقاعد الكندية الأكبر حجمًا، الاستثمار في مشروعات الوقود الأحفوري، رغم إعلان الحكومة الفيدرالية وقف هذه الاستثمارات بداية من أول أيام العام الجديد 2023.

وصناديق التقاعد، أو ما يعرف بصناديق "المعاش" في بعض الدول العربية، هي صناديق تستثمر أموال معاشات الموظفين بعد تقاعدهم في مشروعات متنوعة، بهدف توفير عائد يدعم هؤلاء الأشخاص، وهي تتسم بضخامة حجمها.

وتواصل تلك الصناديق -ومن بينها تلك الخاصة بالموظفين الحكوميين المتقاعدين، مثل "سبيب"- استثمار الأموال في مشروعات النفط والغاز خارج البلاد، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب تقرير "كوربرات نايتس"، فإن هناك آراء بأن هذا التصرف يستوجب إصدار قواعد أكثر تشددًا للقطاع المالي المتعلق بالمناخ، بما فيها قنوات استثمار صناديق تقاعد موظفي الحكومة.

ورغم بعض مواطن الضعف في خطة حكومة كندا لوقف الاستثمارات العامة في مشروعات الوقود الأحقوري، خاصة الغاز الطبيعي والهيدروجين الأزرق، وتلك التي تعتمد على احتجاز الكربون، لكن من المؤكد أنها ستطبق في كل الإدارات والوكالات والشركات العام، ما قد يضمن التوقف الكامل عن هذه الاستثمارات الدولية مستقبلًا.

واقترح وزير البيئة وتغير المناخ ستيفن غويلبولت، أن تُوقف كندا الاستثمارات العامة في مشروعات الوقود الأحفوري بالداخل -أيضًا- خلال النصف الأول من العام الجاري (2023).

تأثير تطبيق الخطة

أشارت توقعات إلى أن شركة "إكسبورت ديفلوبمنت كندا" أو "إي دي سي"، المملوكة للدولة، قد تتأثر بسياسة البلاد الجديدة التي منعت ضخ استثمارات في مشروعات الوقود الأحفوري بالخارج بداية من أول العام.

ويرجع ذلك إلى تاريخ الشركة الطويل في ضخ مليارات الدولارات بصناعة النفط والغاز، إذ أنها في المدة بين عامي 2016 و2019، استثمرت سنويًا نحو 10.6 مليار دولار أميركي في مشروعات النفط والغاز، وزاد هذا الرقم في 2020 إلى 13.6 مليار دولار.

إلا أن الإجراء الكندي سيُطبق في شركة إي دي سي، ولن يسري على المؤسسات المالية الأخرى المملوكة للدولة مثل "سبيب" و"بسبيب"، وهما صندوقان للتقاعد.

ويُدير صندوق "سبيب" استثمارات أموال تقاعد 21 مليون كندي خارج منطقة الكيبك، وتُقدر قيمته بنحو 523 مليار دولار أميركي، بينما يدير الصندوق الثاني 230 مليار دولار أميركي تخص 900 ألف موظف حكومي.

ويستثمر كلا الصندوقين في مشروعات الوقود الأحفوري، ولا توجد أي حدود لضخ التمويلات في صناعة النفط والغاز والفحم.

الاحترار العالمي

الوقود الأحفوري
جانب من قمة المناخ كوب 26 - الصورة من "أوبزرفاتوري"

أكدت وكالة الطاقة الدولية -بوضوح- أنه للحد من الاحترار العالمي، ومنع زيادة الحرارة فوق 1.5 درجة مئوية أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، يجب التوقف عن الاستثمار في مشروعات الوقود الأحفوري.

كما أكد خبراء الأمم المتحدة رفيعو المستوى، وجهة النظر ذاتها خلال قمة المناخ كوب 27، التي انعقدت بمدينة شرم الشيخ المصرية في عام 2022.

وبدأت كندا التطبيق، لكن الخبراء حذروا من أن عدم إجبار الحكومة لصناديق التقاعد على اتباع السياسة ذاتها، بوقف الاستثمار في مشروعات النفط والغاز، فإن تحقيق التزاماتها المناخية لن تكون مؤكدة أو موثوقة.

ورغم أن صندوق "بسبيب" أعلن إستراتيجيته المناخية في أبريل/نيسان 2022، شاملة تأكيد ضرورة الالتزام بمعيار 1.5 درجة مئوية، وتحقيق المستهدف العالمي للحياد الكربوني، لكن شركة تابعة له استثمرت مليار دولار أميركي في شراء سندات تمويل مشروع خط أنابيب غاز بطول 5.84 كيلومتر في ألاسكا، في مايو/آيار 2022، أي بعدها بشهر واحد.

بالمثل، أعلن صندوق "سبيب" التزامه بتحقيق الحياد الكربوني في 2050، وأطلق دعوات للحد من الاحترار العالمي، لكن سياساته في مختلف الولايات الكندية تظهر أنه يستثمر ويعتزم مواصلة الاستثمار مستقبلًا في صناعة الوقود الأحفوري.

على سبيل المثال، أعلنت شركة سيفيتاس ريسورز -المملوكة للصندوق- خطة لحفر مئات الآبار الجديدة للنفط والغاز في 2023.

وفي أغسطس/آب 2022، أعلنت شركة نيفين إنرجي، وهي أكبر منتجي الغاز في أيرلندا، ويمتلك الصندوق 43.% من أسهمها، أنها تدرس سبل إطالة عمر حقل كوريب على الساحل الأيرلندي، إضافة إلى بناء محطتي غاز.

مخاطر تغير المناخ

تظهر بيانات استثمارات صناديق المعاشات الكندية في مشروعات الوقود الأحفوري، أن خطوة البلاد لوقف تمويل تلك المشروعات جيدة، لكن بدون دخول صناديق التقاعد في منظومة حماية المناخ، وحظر تمويل المشروعات الضارة به، فقد يواجه المتقاعدون الكنديون مخاطر خروج أزمة تغير المناخ عن السيطرة.

يُذكر أن تقريرًا لمنظمة "أوكسفام"، صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، اتهم رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس بتمويل مشروعات الوقود الأحفوري، ما عرضه لانتقادات لاذعة من خبراء المناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: الوقود الأحفوري يتلقى استثمارات كندية رغم تعهدات الحكومة بوقفها على منصة الطاقة



from الطاقة https://ift.tt/ABIRJDN
via IFTTT

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top