“فوردو”.. داخل أخطر منشأة نووية إيرانية يصعب تدميرها

0

دفاع العرب Defense Arabia

في عمق جبل صخري بالقرب من مدينة قُم شمال طهران، تُخفي إيران واحدة من أكثر منشآتها النووية تحصينًا وسرية، وهي منشأة فوردو لتخصيب الوقود النووي، المصممة خصيصًا لتحمّل الضربات العسكرية واعتُبرت معقلًا استراتيجيًا لمشروع طهران النووي المثير للجدل.

منذ الكشف عنها في عام 2009، تحوّلت “فوردو” إلى رمز للتحدي التقني والسياسي، ومصدر قلق دائم للدول الغربية. فقد بُنيت المنشأة سرًا مطلع الألفية الجديدة، وظلّ وجودها طي الكتمان حتى أعلن رؤساء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عن اكتشافها المشترك، متهمين طهران بإخفائها عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لاحقًا، أقرت إيران بوجود المنشأة، وسمحت بتفتيشها مؤكدة أنها لأغراض سلمية، رغم الشكوك المتزايدة حول أهداف عسكرية محتملة، خاصة في ظل موقعها المحصن تحت الجبال.

تقع “فوردو” جنوب مدينة قُم، في منطقة جبلية من سلسلة جبال ألبرز، وتضم قاعات التخصيب الأساسية تحت الأرض بعمق يصل إلى نحو 100 متر، ما يجعل استهدافها بالغ الصعوبة حتى باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات. وتبلغ المساحة التشغيلية داخل الجبل آلاف الأمتار المربعة، وتستوعب آلاف أجهزة الطرد المركزي من طراز “IR-1″ و”IR-6” الأحدث.

وبموجب الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، وافقت إيران على تحويل المنشأة إلى مركز أبحاث لإنتاج النظائر المشعة وتوقفت عن تخصيب اليورانيوم داخله، لكن بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018، عادت طهران إلى تخصيب اليورانيوم في فوردو وركّبت أجهزة طرد متقدمة. وبحلول عام 2022، أعلنت تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% باستخدام أجهزة “IR-6″، وهو مستوى قريب من الحد المطلوب لإنتاج سلاح نووي (90%)، ما أثار ردود فعل غربية حادة.

رغم عدم تعرض المنشأة لهجمات كما حدث مع “نطنز”، إلا أن “فوردو” ظلّ تحت مجهر المخابرات الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أعربت مرارًا عن قلقها إزاء تغييرات غير معلنة في طبيعة الأنشطة، ما فاقم التوترات بشأن نوايا إيران النووية. ويصف خبراء غربيون “فوردو” بأنه لغز استخباراتي يصعب اختراقه، نظرًا لقدرته على مواصلة العمل تحت الأرض دون رقابة مستمرة.

ويمنح الموقع المحصن “فوردو” قيمة استراتيجية داخل البرنامج النووي الإيراني، باعتباره الملاذ الأخير في حال تعرض منشآت أخرى مثل “نطنز” للتدمير. ويقدّر محللون أن تدمير المنشأة بشكل كامل يحتاج إلى قنابل خارقة للتحصينات من طراز “GBU-57″، وربما أكثر من ضربة واحدة في عمليات منسقة، مما يزيد من تعقيدات أي سيناريو عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.

The post “فوردو”.. داخل أخطر منشأة نووية إيرانية يصعب تدميرها appeared first on Defense Arabia.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top