نقاط القوة والضعف.. نظرة معمقة على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية

0

دفاع العرب Defense Arabia

خاص – دفاع العرب

تعتمد إسرائيل على منظومة دفاع جوي متطورة ومتعددة الطبقات، مصممة لمواجهة طيف واسع من التهديدات الجوية، بدءًا من قذائف الهاون وصولًا إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. يجمع هذا الدرع الدفاعي بين رادارات متقدمة ومراكز قيادة وسيطرة ذكية، بالإضافة إلى صواريخ اعتراض متخصصة لكل مدى ونوع تهديد.

1. تقنيات الرصد والكشف: عيون إسرائيل الساهرة

أ. رادار EL/M-2084 “Multi-Mission Radar”

يُعد هذا الرادار متعدد المهام العمود الفقري لأنظمة الكشف الإسرائيلية، حيث يتولى مهام كشف وتتبع الأهداف الجوية، بما في ذلك القذائف الهاونية، ويوفر توجيهًا دقيقًا لأنظمة الاعتراض المختلفة.

  • المدى الأقصى:
    • يستطيع تتبع الأهداف حتى مسافة 350 كيلومترًا، بدقة تتبع تصل إلى ±125 مترًا عند مسافة 50 كيلومترًا.
    • يكشف قذائف الهاون لمسافات تصل إلى 100 كيلومتر على الارتفاعات المنخفضة.
  • التقنية: يعتمد على مصفوفة مرحلية إلكترونيًا نشطة (AESA) تعمل في نطاق S-Band، مما يمنحه قدرة فائقة على معالجة مئات الأهداف في وقت واحد، تصل إلى 200 هدف جوي أو أكثر من 1,200 قذيفة مدفعية.
  • المزايا: يتميز بالسرعة في الحركة والنصب (20 دقيقة للإعداد)، كما يتكامل بشكل مباشر مع أنظمة “القبة الحديدية”، “مقلاع داوود”، و”آرو” الصاروخية.
رادار EL/M-2084 “Multi-Mission Radar

ب. رادار EL/M-2080 “Green Pine”

يُعد رادار “جرين باين” نظام إنذار مبكر متخصص في تتبع الصواريخ الباليستية بعيدة المدى وتوجيه عمليات اعتراضها.

  • المدى الأقصى: يتراوح مداه بين 500 و900 كيلومتر، وقادر على تتبع صواريخ تصل سرعتها إلى 3,000 متر في الثانية، بدقة تحديد نقطة تصل إلى ±4 أمتار.
  • التقنية: يعتمد على مصفوفة مرحلية صلبة نشطة (Active Phased Array) تعمل في ترددين UHF وL-Band (500–2,000 ميغاهيرتز)، مما يمنحه قدرة على التمييز بين الأهداف الحقيقية والتشويش أو الإجراءات الخفية الإلكترونية.
  • الانتشار: يعتبر جزءًا أساسيًا من منظومة “آرو” الصاروخية التي طُوِّرت بالتعاون مع الولايات المتحدة، ويُستخدم أيضًا في الهند وكوريا الجنوبية وأذربيجان.

2. مركز القيادة والسيطرة (C²) – منظومة “Barak”

تتولى منظومة “باراك” مهام الإدارة والقيادة والسيطرة على المعركة، حيث تجمع البيانات من مختلف الرادارات مثل (EL/M-2084 وGreen Pine)، بالإضافة إلى معلومات من الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة للمراقبة.

  • الوظيفة الرئيسية:
    • تصفية التهديدات وتحديد أولوياتها: من الصواريخ الباليستية إلى صواريخ الكروز، ثم قذائف الهاون والطائرات المسيرة الصغيرة.
    • حساب مسار الاعتراض الأمثل وتوجيه الصواريخ الاعتراضية بدقة.
    • إدارة الطاقة وتوزيع الصواريخ الاعتراضية بفعالية حسب المنطقة المهددة لتقليل الهدر.

3. الطبقات الرئيسية لاعتراض التهديدات: دفاع متعدد المستويات

القبة الحديدية: تطلق صواريخ “تامير” التي تعتمد على التوجيه بالتصوير الحراري والراداري، وتصل سرعتها إلى أكثر من 2 ماخ. حققت المنظومة معدل نجاح يفوق 90% في الاعتراضات، وفقًا لبيانات وزارة الدفاع الإسرائيلية. تتكون كل بطارية من 3 إلى 4 منصات إطلاق، كل منها يحمل 20 صاروخًا.

تضفي فنلندا الطابع الرسمي على النظام الإسرائيلي المضاد للطائرات والصواريخ David's Sling
منصة اطلاق منظومة ديفيد سلينغ

ديفيد سلينغ: يستخدم صاروخ “ستونوك” الذي يتميز بقدرة عالية على المناورة وذخيرة ثنائية الشحنة (تفتيت واصطدام مباشر). صُمم خصيصًا للتعامل مع صواريخ الكروز الموجهة للتخفي الإلكتروني والتي تحلق على زوايا منخفضة.

أرو-2/3: يعتبر صاروخ “أرو-3” قادرًا على الاعتراض خارج الغلاف الجوي (exo-atmospheric) على ارتفاع يقارب 100 كيلومتر. يعتمد على مراحل دفع متعددة وتوجيه دقيق بالقصور الذاتي والرادار.

4. التكامل مع الأنظمة الأخرى: تغطية شاملة

تعمل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية بالتكامل مع أنظمة أخرى مثل:

  • منظومة “باراك-8” البحرية ومنصات “SPYDER” المحمولة جوًا (من صنع إلبيت سيستمز)، لتوفير تغطية للمسارات البحرية والبرية.
  • طائرات وأقمار مراقبة لجمع بيانات استخباراتية عميقة قبل إطلاق التهديدات.
  • أنظمة إلكترونية متخصصة في مراقبة التشويش وإعادة توجيه بيانات الرصد في الوقت الحقيقي.

5. نقاط الضعف: تحديات تواجه الدرع

رغم التقدم الهائل، تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية بعض التحديات ونقاط الضعف:

  • التشبع العددي (Saturation): يمكن لإطلاق دفعات كثيفة ومتزامنة من الصواريخ أو الطائرات المسيرة أن يستنزف عدد الصواريخ الاعتراضية المتوفرة في وقت واحد.
  • التكلفة اللوجستية: تتراوح تكلفة إطلاق صاروخ “تامير” بين 40 و100 ألف دولار للصاروخ الواحد، بينما قد يتجاوز صاروخ “آرو” مليون دولار، مما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا في حال حروب الاستنزاف طويلة الأمد.
  • المسرح الصغير ومنخفض الارتفاع: تشكل الطائرات المسيرة الصغيرة أو الزوارق المفخخة تحديًا لرادارات EL/M-2084 بسبب بصمتها الرادارية المنخفضة.
  • التشويش السيبراني والإلكتروني: يعتمد الربط الشبكي بين الرادارات ومراكز القيادة بشكل كبير، مما يجعله عرضة لمحاولات التشويش أو الاختراق التي قد تؤخر أو تعطل عمليات الاعتراض.
  • النقاط الحدودية البعيدة: على الرغم من انتشار الرادارات، قد يستغل الخصم مساحات بعيدة على الحدود البرية أو البحرية لإطلاق هجمات دون اكتشاف فوري.

The post نقاط القوة والضعف.. نظرة معمقة على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية appeared first on Defense Arabia.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top