هل تنفد ذخائر إسرائيل وإيران قبل حسم المعركة؟

0

دفاع العرب Defense Arabia

وسط التصعيد الكلامي بين إيران وإسرائيل حول الاستعداد لحرب طويلة الأمد، يبدو أن العامل الحاسم لن يكون في التصريحات بل في قدرة الطرفين على مواصلة القتال في ظل استنزاف الذخائر، خاصة الصواريخ الباليستية وصواريخ الاعتراض.

تشير التقارير إلى أن إيران بدأت الحرب وهي تمتلك ما بين 1000 إلى 2000 صاروخ قادر على ضرب إسرائيل. لكن العمليات الإسرائيلية تمكنت من تدمير أكثر من 120 منصة إطلاق، وهو ما يمثل نحو ثلث تلك المنصات. ورغم ذلك، فإن ترسانة إيران الصاروخية غير متجانسة وتخضع لقيود لوجستية وتشغيلية تحد من فعاليتها.

الرد الإيراني الأول جاء في 13 يونيو بإطلاق نحو 150 صاروخًا، تبعته موجات أقل كثافة، ليصل عدد الصواريخ المطلقة حتى 16 يونيو إلى نحو 370 صاروخًا. ووفق المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، كانت إيران تنوي إطلاق نحو ألف صاروخ، لكن قدرة الدفاع الجوي الإسرائيلي أجبرتها على تقليص الهجوم.

ضربات إسرائيل شملت أهدافًا حيوية مثل البنية التحتية لإنتاج الصواريخ وقواعد الإطلاق، إلى جانب اغتيالات لقادة عسكريين، ما أثر على القيادة والسيطرة الإيرانية. الهجمات الإيرانية الأخيرة لم تظهر أي تحسن نوعي مقارنة بهجمات أكتوبر الماضي، سواء من حيث الدقة أو القدرة التدميرية.

وبجانب الصواريخ، أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيرة هجومية، مثل “شاهد 136” و”عراش 2″، لكن معظمها تم اعتراضه. وتشير التقديرات إلى أن طهران لا تستطيع الحفاظ على هذا المعدل من الإطلاق لفترة طويلة، إذ تقدر القدرة الإنتاجية الشهرية لإيران بحوالي 50 صاروخًا فقط، وهي كمية غير كافية لمواجهة استنزاف سريع في ترسانتها.

في المقابل، تعتمد إسرائيل على منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات تشمل “القبة الحديدية”، و”مقلاع داود”، و”السهم”، إضافة إلى منظومتي Patriot وTHAAD الأمريكيتين. ورغم هذه المنظومات، ذكرت تقارير أن إسرائيل تعاني نقصًا في صواريخ Arrow الاعتراضية، ما يحد من قدرتها على مواجهة هجمات واسعة المدى.

صحيفة وول ستريت جورنال كشفت أن الولايات المتحدة كانت على علم بنقص الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية منذ أشهر، وقد أرسلت مؤخرًا تعزيزات دفاعية للمنطقة. لكن القلق قائم من استنزاف المخزون الأمريكي أيضًا في حال استمرار الهجمات.

وتقول التقديرات الاستخباراتية إنه في حال لم تُعاد إمدادات إسرائيل من الذخائر، فإن قدرتها على اعتراض الصواريخ قد تستمر لعشرة إلى 12 يومًا فقط، ما سيدفعها إلى ترشيد الذخائر واختيار الأهداف بعناية.

وبهذا، يتضح أن استمرار الحرب بهذه الوتيرة يهدد قدرة الطرفين على الصمود، وأن معركة الاستنزاف قد لا تكون في مصلحة أحد، خاصة في ظل النقص الحاد في الذخائر وارتفاع تكاليف الدفاع.

The post هل تنفد ذخائر إسرائيل وإيران قبل حسم المعركة؟ appeared first on Defense Arabia.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top