مصير “الأميرال كوزنستوف”: روسيا تدرس إلغاء مشروع تحديث حاملة الطائرات الوحيدة

دفاع العرب Defense Arabia

كشفت تقارير إعلامية روسية عن توجه جدي داخل المؤسسة العسكرية الروسية نحو إلغاء مشروع تحديث حاملة الطائرات الوحيدة في البلاد، “الأميرال كوزنستوف”. يأتي هذا التوجه بعد سنوات من الأعطال المتكررة وسلسلة من الحوادث التي أثرت بشكل كبير على فعاليتها، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة “إيزفيستيا” الروسية.

وفي تطور قد يُنهي فصلاً طويلاً من تاريخ البحرية الروسية، توقفت أعمال الإصلاح والتحديث منذ فترة طويلة. وتدرس قيادة البحرية الروسية، بالتنسيق مع مؤسسة بناء السفن الموحدة (USC)، إمكانية إنهاء المشروع بشكل نهائي وتفكيك الحاملة التي باتت تُشكّل عبئًا تشغيليًا وماليًا أكبر من كونها أصلاً استراتيجيًا. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن القرار النهائي بهذا الشأن سيصدر قريبًا، وسط تساؤلات جدية حول جدوى استعادة الحاملة إلى الخدمة في ظل التكاليف الباهظة والمردود العسكري المحدود.

“كوزنتسوف”: تاريخ حافل بالإخفاقات

يعود تاريخ دخول “الأميرال كوزنستوف” إلى الخدمة إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي. إلا أن مسيرتها شابها سلسلة من الإخفاقات البارزة، بدءًا من تعطل أنظمتها القتالية، مرورًا بحادثة الحريق الكارثي عام 2019. وقد امتد ذلك الحريق على مساحة 500 متر مربع، واستمر قرابة 24 ساعة، متسببًا في مقتل اثنين من أفراد الطاقم وإصابة 14 آخرين، بعدما أدى شرر ناتج عن معدات لحام إلى اشتعال خزان وقود ديزل.

ومنذ بدء مشروع التحديث عام 2017، لم تُسجّل الحاملة أي تقدم ملموس. فصور التُقطت عام 2024 تُظهر أنها ما تزال راسية في الميناء دون اكتمال أعمال الإصلاح، مما يؤكد تأخر المشروع وتعقيداته.

تدهور القدرات البحرية الروسية

لطالما اعتُبرت “كوزنتسوف” رمزًا لقوة البحرية الروسية، إلا أنها تحولت مع مرور الوقت إلى مرآة تعكس تدهور البنية التحتية للأسطول والتحديات التي تواجهها القوات المسلحة الروسية في صيانة منصاتها المعقدة. وقد خسرت الحاملة عدة طائرات خلال مهمتها القتالية الوحيدة في سوريا عام 2016 بسبب أعطال فنية، مما أثار تساؤلات حول جاهزيتها العملياتية.

وفي سياق متصل، انتقد الأدميرال سيرغي أفاكيانتس، القائد السابق لأسطول المحيط الهادئ، جدوى حاملات الطائرات التقليدية في الحروب الحديثة، واصفًا إياها بـ”الرموز الباهظة التي يمكن تدميرها في دقائق”، في إشارة إلى تغير طبيعة الصراعات البحرية الحديثة.

تداعيات قرار التفكيك المحتمل

على الرغم من عدم صدور إعلان رسمي من وزارة الدفاع الروسية حتى الآن، إلا أن احتمال تفكيك الحاملة يسلط الضوء على التحديات الأوسع التي تواجهها موسكو في صيانة المنصات البحرية المعقدة. وتتفاقم هذه التحديات في ظل ضغوط العقوبات الغربية وتراجع القدرة الصناعية المحلية.

إذا ما تم إخراج “كوزنتسوف” نهائيًا من الخدمة، فإن البحرية الروسية ستفقد أداتها الوحيدة لتشغيل الطيران البحري من على متن حاملات، مما سيخلق فراغًا عملياتيًا يصعب تعويضه. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه أساطيل حلف الناتو والصين توسعًا مستمرًا، حيث تُدخل هذه الدول حاملات جديدة ومتطورة بوتيرة متسارعة، مما يعمق الفجوة بين القدرات البحرية الروسية ومنافسيها.

The post مصير “الأميرال كوزنستوف”: روسيا تدرس إلغاء مشروع تحديث حاملة الطائرات الوحيدة appeared first on Defense Arabia.