مقاتلة “بورايم” الكورية على رادار أبوظبي… فما أبعاد هذه الخطوة؟

0

دفاع العرب Defense Arabia

خاص – دفاع العرب

يشهد برنامج المقاتلة الكورية–الإندونيسية KF-21 “بورايم” تحولات جذرية خلال عامي 2024 و2025، قد تعيد رسم خريطته الاستراتيجية بالكامل. فبينما خفّضت إندونيسيا مساهمتها المالية من 1.6 تريليون وون إلى 600 مليار وون نتيجة ضغوط اقتصادية وقضايا أمنية، برز اهتمام إماراتي متصاعد قد يفتح الباب أمام شراكة خليجية تعوّض النقص في التمويل وتفتح أسواقًا جديدة أمام المقاتلة.

انعطافة إماراتية حاسمة

زار وفد عسكري إماراتي رفيع برئاسة اللواء الركن راشد محمد الشامسي، في 17 أبريل/ نيسان 2025، مقر شركة KAI في كوريا الجنوبية، حيث اطّلع على قدرات المقاتلة، وشارك قائد مركز الحرب الجوي الإماراتي في رحلة تجريبية على متنها. هذه الزيارة تمثل إشارة قوية إلى أن أبوظبي تدرس خيارات شراء أو شراكة تطويرية، وهو ما قد يغيّر توازنات المشروع بالكامل.

تعديل الشراكة مع جاكرتا

وفي 13 يونيو/ حزيران 2025، وقّعت سيول وجاكرتا اتفاقًا معدلًا خفّض مساهمة إندونيسيا المالية وأعاد صياغة شروط نقل التكنولوجيا، بعد أشهر من أزمة ثقة إثر محاولة إخراج بيانات تقنية حساسة من منشآت KAI في مطلع 2024. ورغم استمرار مشاركة إندونيسيا، فإن دورها بات محدودًا مقارنة بالتصميم الأولي للمشروع.

التقدّم الصناعي رغم العواصف

رغم الاضطرابات، دخلت KF-21 في مايو/ أيار 2025 مرحلة التجميع النهائي لأول نموذج إنتاجي، مع خطة لتسليم أولى الطائرات للقوات الجوية الكورية بحلول عام 2026، وهو مؤشر على قدرة كوريا على المضي قدمًا في التصنيع مع فتح الباب أمام شركاء جدد.

يصف اللواء الركن (م) فهد السبيعي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، هذه التطورات بأنها “تحول استراتيجي قد يعيد رسم توازن القوى في أسواق الطائرات القتالية”.
ويضيف:

“انضمام شريك خليجي قوي، مثل الإمارات، سيغيّر قواعد اللعبة، ليس فقط عبر سد فجوة التمويل، بل من خلال فتح بوابة واسعة لسوق الشرق الأوسط أمام كوريا الجنوبية. هذا يعزز استقلالية القرار الدفاعي الخليجي، ويحد من الاعتماد على الموردين الغربيين. أي شراكة إماراتية محتملة قد لا تقتصر على شراء الطائرات، بل تشمل الصيانة، والدعم اللوجستي، وربما نقل تكنولوجيا جزئي لبناء قدرات صناعية محلية. وإذا تحقق ذلك، سنكون أمام واقع جديد في موازين القوى الجوية بالمنطقة، مع دخول كوريا الجنوبية كمنافس جاد في فئة المقاتلات المتقدمة”.

السيناريوهات المطروحة

  1. انضمام شريك خليجي (الإمارات)
    • تعويض فجوة التمويل
    • فتح أسواق تصدير جديدة في الخليج
    • تعزيز قدرة كوريا على منافسة الموردين الغربيين
  2. استمرار إندونيسيا كشريك محدود مع البحث عن مشترين آخرين
    • الحفاظ على المشروع مع تعديل جداول التسليم
    • زيادة التسويق لآسيا والشرق الأوسط
  3. تفاقم قضايا أمن المعلومات
    • احتمالية تجميد أو تقليص نقل التكنولوجيا
    • البحث عن شركاء صناعيين بديلين

الأبعاد الاستراتيجية

  • اقتصاديًا: انضمام دولة خليجية غنية قد يرفع الجدوى الاستثمارية للمشروع ويعزز العوائد التصديرية.
  • تقنيًا: دخول شريك جديد سيضغط باتجاه تقديم اتفاقيات نقل تكنولوجي أو إنشاء مراكز صيانة إقليمية.
  • جيوسياسيًا: نجاح كوريا في اختراق أسواق الخليج سيحدّ من هيمنة بائعي الطائرات الغربيين ويعزز نفوذها في المنطقة.

The post مقاتلة “بورايم” الكورية على رادار أبوظبي… فما أبعاد هذه الخطوة؟ appeared first on Defense Arabia.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top