لغز تحطم Su-30SM الروسية: هل سقطت أم أسقطت فوق البحر الأسود؟

دفاع العرب Defense Arabia

أفادت تقارير أولية من قنوات روسية على منصة تيليغرام، ثم أكدتها مصادر أوكرانية، عن فقدان مقاتلة من طراز Su-30SM تابعة للطيران البحري لأسطول البحر الأسود الروسي. وقع الحادث في 14 أغسطس بالقرب من جزيرة زمييني (جزيرة الأفعى) في البحر الأسود.

ووفقاً للتقارير، انقطع الاتصال بالمقاتلة ثنائية المقعد خلال قيامها بمهام في محيط الجزيرة. وبعد ساعات، ذكر مدوّنون عسكريون روس وقنوات مقربة من وزارة الدفاع الروسية أن الطائرة إما أُسقطت أو سقطت بسبب عطل فني، وأكدوا وفاة الطيارين الاثنين.

وأشار حساب “Military Informant” على تيليغرام إلى أن “مقاتلة Su-30SM تابعة للطيران البحري لأسطول البحر الأسود فُقدت بالقرب من جزيرة الأفعى، وفشلت عمليات البحث عن الطاقم”. كما أكد إيليا تومانوف، صاحب قناة “Fighterbomber” المتخصصة، نبأ فقدان الطائرة وطاقمها. وأُفيد بالعثور على حطام الطائرة في البحر، فيما لم تصدر وزارة الدفاع الروسية أي بيان رسمي حتى الآن.

مقاتلة متعددة المهام وخسائر متزايدة

تُعدّ مقاتلة Su-30SM، التي تنتجها شركة “إيركوت” الروسية، طائرة متعددة المهام ذات محركين، وتستخدمها القوات الجو-فضائية الروسية وطيران البحرية لأسطول البحر الأسود. وهي تؤدي مهام الدورية، المرافقة، والضربات الجوية في منطقة البحر الأسود.

وفقاً لتحليلات استخبارات المصادر المفتوحة (Oryx)، فإن هذه الطائرة هي الخسارة رقم 13 من طراز Su-30 التي تفقدها روسيا منذ بدء غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

قصة مقاتلة Su-30: من تحديات التصميم إلى القوة الضاربة

بعد تجاوز مقاتلة Su-27 للمشاكل الأولية عند دخولها الخدمة، واجهت تحديات جديدة. فبينما كانت القوات الجوية السوفيتية (VVS) تقدرها بشكل كبير، أبدت قوات الدفاع الجوي (PVO) تحفظاتها، مشيرة إلى أن مداها التشغيلي في النسخ الأولى لم يكن كافياً لتغطية المساحات الشاسعة للاتحاد السوفيتي، كما أن قدرات رادارها لم تكن مناسبة لمهام الاعتراض بعيدة المدى.

دفع ذلك إلى بدء تطوير نسخة مُحسّنة عام 1986، سُميت Su-27PU، بهدف جعلها مقاتلة اعتراضية بعيدة المدى، وربما مركز قيادة جوي. تم اختيار النسخة التدريبية القتالية ذات المقعدين Su-27UB كأساس للمشروع، الذي تم تسميته لاحقاً Su-30. أقلعت أول طائرة من هذا الطراز في ديسمبر 1989، لكنها لم تحظ باهتمام واسع في البداية.

جاءت نقطة التحول مع تعاون الهند وشركة سوخوي لتطوير نسخة تصديرية خاصة بها، هي Su-30MKI. تميزت هذه النسخة بجنيحات أمامية ونظام دفع موجه ومزيج من الإلكترونيات الغربية والشرقية المتقدمة. نجاحها فتح الباب لنسخ تصديرية أخرى، مثل Su-30MKA للجزائر وSu-30MKM لماليزيا، وصولاً إلى النسخة Su-30SM، وهي نسخة مطوّرة للقوات الجوية الروسية في منتصف العقد الماضي.

وتُمثل Su-30SM تحديثاً جوهرياً لعائلة “فلانكر”، إذ تجمع بين منظومات الأسلحة المتطورة الموجودة في نسخ سابقة مثل Su-34، وبين إلكترونيات وأجهزة استشعار حديثة. وبفضل أنظمة التحكم المتقدمة، تُعد هذه الطائرة خصماً خطيراً في مهام الهجوم الأرضي والقتال الجوي، وتعتبر اليوم من المقاتلات الروسية من “الصف الأول”، القادرة على مجاراة مقاتلات غربية مثل F-15E و”يوروفايتر تايفون” و”رافال”.

The post لغز تحطم Su-30SM الروسية: هل سقطت أم أسقطت فوق البحر الأسود؟ appeared first on Defense Arabia.