“القبة الفولاذية”: ثورة دفاعية متقدمة يقودها الذكاء الاصطناعي.. شرح تفصيلي للتقنيات والقدرات

0

دفاع العرب Defense Arabia

سامي أورفلي

في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها ساحات النزاع الحديثة، وبروز التهديدات غير المتماثلة كطائرات الدرون الانتحارية ذات التكلفة المنخفضة والصواريخ الباليستية القادرة على المناورة، لم يعد مفهوم الدفاع الجوي التقليدي القائم على طبقات متتالية من الاعتراضات الصاروخية كافياً لضمان الردع المستدام. وعليه، فإن الحاجة إلى أنظمة دفاعية شاملة تجمع ما بين الكفاءة التقنية والاستدامة الاقتصادية أصبحت ضرورةً استراتيجية قصوى. من هذا المنطلق، ظهر مفهوم “القبة الفولاذية” (Steel Dome) التركي كنظام لا يهدف فقط إلى اعتراض الأهداف، بل إلى إدارة المجال الجوي بالكامل بكفاءة متناهية.

يمثل نظام القبة الفولاذية تحولاً نموذجياً في هندسة الدفاع الجوي، متجاوزاً نماذج الدفاع الطبقي التقليدية (مثل القبة الحديدية الإسرائيلية) ليؤسس منظومة رقمية متكاملة متعددة المجالات، مدفوعة بذكاء اصطناعي وخوارزميات ميزانية صارمة لضمان الردع المستدام والكفؤ من حيث التكلفة. هذا المفهوم الشامل يضع شركة أسيلسان (ASELSAN)، المصنّفة الـ43 عالمياً في مجال الدفاع، في موقع المهندس الاستراتيجي للردع الوطني في وجه التهديدات المعاصرة بدءاً من الدرونات وصولاً إلى الصواريخ الباليستية.

وبينما يتم تداول مصطلح “القبة الحديدية” كمرجع في مجال الدفاع الجوي الإ\قليمي، تشدد الشركة التركية على أن “القبة الفولاذية” ليست مجرد منظومة صواريخ واحدة تعالج التهديدات في طبقة واحدة، بل هي منظومة متكاملة للتحكم في المجال الجوي تتميز بكونها متعددة الطبقات، ومتعددة المجالات، ومتعددة المهام. إن فهم هذا النظام يتطلب التعمق في ثلاثة محاور رئيسية: الأساس الاستراتيجي القائم على الميزانية، والهيكل التقني الشبكي المعزز بالذكاء الاصطناعي، والاندماج الشامل لأقسام أسيلسان الستة في هذا المشروع الوطني الحيوي.

1- الضرورة الاستراتيجية وإدارة الميزانية في الحرب الحديثة

في البيئة العملياتية الراهنة، تُبرز المعطيات المُستخلصة من النزاعات الجارية حقيقة استراتيجية قاسية: “الحرب هي في جوهرها مسألة موارد شاملة”. هذه الموارد تتجاوز البُعد المالي لتشمل الوقت، والمخزون اللوجستي، والطاقة الذهنية للقيادة في إدارة الأزمات واتخاذ القرار. ويظل الدفاع دائمًا أكثر تكلفة وغير مستدام على المدى الطويل مقارنة بـالهجوم. ويتجلى ذلك في التكلفة غير المتكافئة لاعتراض التهديدات؛ حيث يمكن لعملية إطلاق طائرة من دون طيار انتحارية٫ لا تتجاوز تكلفتها بضعة آلاف من الدولارات٫ أن تستفز صاروخ اعتراض باهظ الثمن، مما يجعل مواجهة هجمات الأسراب الليلية (Swarm Attacks) تحديًا ماليًا واستراتيجيًا مُنهكًا.

منع الاستنزاف الاقتصادي عبر الطبقات الذكية

تُمثّل إدارة الكفاءة الاقتصادية الركيزة المحورية للهوية الاستراتيجية لنظام القبة الفولاذية (Iron Dome). فالغاية الأساسية للمنظومة لا تقتصر على تدمير التهديد فحسب، بل على إنجاز ذلك باستخدام الوسيلة الأكثر فعالية والأقل تكلفة. وتستلزم هذه الاستراتيجية بناء “طبقات دفاعية ذكية”. ولا تقتصر هذه الطبقات على استخدام وسائل القتل الصلب (Hard Kill)، بل تشمل كذلك أساليب القتل اللين (Soft Kill)، مع التركيز على التكامل الضروري والسلس بينها.

إن غياب هذا التكامل يؤدي إلى خطر إطلاق المنظومة نظامي اعتراض أو ثلاثة على هدف واحد، مما يشكل استنزافاً غير مقبول للميزانية والمخزون اللوجستي. وبناءً على ذلك، صُممت القبة الفولاذية لـ “اتخاذ قرار مُغاير لكل هدف”؛ سواء أكان ذلك بالاعتراض على مسافة، أو بالتشويش عليه، أو السماح له بالاقتراب، أو حتى بتركه يمر من دون اعتراض، وكل ذلك يتم بناءً على تقدير دقيق لخطورة التهديد وتقدير متعمق لتكلفة المواجهة.

2- هندسة النظام: تعدد الطبقات والمجالات (Multi-Layer, Multi-Domain)

تتألف منظومة القبة الفولاذية (Iron Dome) من أربعة نطاقات دفاعية رئيسية، تغطي الأبعاد الجويةكافة بدءًا من المدى القريب جدًا وصولًا إلى المدى الاستراتيجي الواسع. يهدف هذا التصميم الشامل إلى توفير حماية متكاملة “للبلد بأكمله” من خلال توليد “قبة واحدة كبرى تتضمن قببًا فرعية أصغر”. وتتمتع هذه البنية الشبكية بالقدرة على التكيف المرن والاستجابة الفعالة لمختلف مجموعات التهديدات المحددة.

1. الطبقات التقليدية والمتطورة:

تشتمل المنظومة على مجموعة واسعة من أجهزة الاعتراض الصاروخي والمدفعي المطورة بواسطة أسيلسان، التي تغطي أقصى مدى ممكن:

  • الدفاع الجوي القريب ومكافحة الدرونات: تتدرج المنظومة في القضاء على الهدف بدءًا بعملية التشويش على الدرونات، وصولاً إلى عملية القتل الصلب القائمة على الذخائر مثل نظام KORKUT، وقد تزايد الطلب على هذا نظام في الآونة الأخيرة بسبب تهديد الدرونات. كما يشمل الدفاع الجوي القريب نظام GÜRZ الهجين، الذي يقدم 3 مستويات من وسائل الاعتراض: مدافع من عيار 35 ملم (لـ 4 كم)، وصواريخ قصيرة المدى جداً (بمدى يبلغ 8 و 15 كم ).
  • الدفاع الصاروخي المتوسط والبعيد: يشمل صواريخ HİSAR A و HİSAR O متوسطة المدى. أما النظام الأهم، فهو نظام SİPER طويل المدى:
    • SİPER Block 1: بمدى 100 كم.
    • SİPER Block 2: بمدى 150 كم.
    • SİPER Block 3: سيتم إطلاقه في السنوات القليلة القادمة وسيكون قادراً على اعتراض الصواريخ الباليستية.

2. تعدد المجالات وأسلحة الطاقة الموجهة:

يُعد وصف “متعدد المجالات” وصفًا دقيقاً لتجاوزِ القبة الفولاذية الصواريخ والمدفعية لتشمل حلول الطاقة والتشويش:

  • التشويش والقتل اللين (Soft Kill): يُعد التشويش المدعوم بالذكاء الاصطناعي أحد أهم وأرخص ركائز الدفاع الجوي، ويمثل العنصر الرابع الحاسم في نظام GÜRZ الهجين.
  • حلول الطاقة الكهرومغناطيسية والليزرات: يتضمن النظام حلول الطاقة الكهرومغناطيسية عالية القدرة (HPM)، وحلول القتل الصلب بالليزر. وقد قامت أسيلسان بالفعل بنشر أنظمة ليزر بقدرة 5 كيلوواط، وتعمل على تطوير إصدارات أعلى تصل إلى 30 كيلوواط وفقًا لما أفاد به مسؤولو الشركة.

يتيح هذا التنوع في وسائل الاعتراض، مواجهة التهديدات المختلفة؛ فعلى سبيل المثال، تتطلب طائرات الدرون التي تستخدم كابلاً من الألياف البصرية (والتي لا يمكن تدميرها بالتشويش) تفعيل القتل الصلب أو HPM.

تُعد الطبيعة التشغيلية “متعددة القوات” (Multi-Force) امتدادًا حيويًا لهوية النظام متعدد المجالات. وتقتضي هذه الطبيعة إدارة موحدة لجميع قدرات الدفاع الجوي التابعة للقوات البرية، والبحرية، والجوية من خلال مركز قيادة وتحكم مركزي واحد. وعليه، فإن السفن البحرية المقاتلة (مثل TF2000) لا تعمل كوحدات مستقلة، بل كـ “عُقد استشعار متقدمة” (Advanced Sensor Nodes) ضمن المظلة الدفاعية الشاملة. توفر هذه العُقد مستشعراتها القوية لجمع بيانات الإنذار المبكر في الوقت الحقيقي، وتغذية نظام القيادة والتحكم المركزي بها لاتخاذ القرار التكاملي.

3- الذكاء الاصطناعي والقيادة الشبكية (HAKIM & TEWA)

إن ما يميز القبة الفولاذية حقاً هو بنيتها التحتية الرقمية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي المتطورة، التي تعمل كـ “دماغ” للمنظومة المعقدة.

1. البنية التحتية للاتصالات والرادار:

  • شبكة توران (Turan): تُشكل شبكة الاتصالات العسكرية توران العمود الفقري للقبة الفولاذية. وهي شبكة متعددة الطبقات تشمل النطاق العريض والضيق وحلول الاتصال التركية، بالإضافة إلى استخدام الأقمار الصناعية.
  • شبكة رادنت (RadNet): يتم دمج صور الرادار الجوي من جميع المستشعرات عبر شبكة الرادار (RadNet) لتوليد “صورة جوية واحدة وموحدة” (Single Air Picture). ويُشار إلى أن الرادارات البحرية تُعتبر جزءاً حيوياً من هذه الصورة المشتركة، إذ توفر بيانات إنذار مبكر أوسع نطاقاً لأنها تقع بعيداً عن اليابسة.
  • القيادة والتحكم (HAKIM): تتم إدارة النظام بالكامل عبر نظام القيادة والتحكم الجوي “حكيم” (HAKIM)، وهو مجهز ببرمجيات وخوارزميات عالية المستوى تدعم اتخاذ القرار .

2. خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرار (TEWA):

تُعد خوارزميات “تقييم التهديد وتخصيص السلاح” (Threat Evaluation Weapon Assignment – TEWA) العنصر الأكثر ذكاءً في القبة الفولاذية، وهي مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وقد أصبحت هذه الخوارزميات ضرورية لسببين: ضخامة كمية البيانات القادمة من مئات المستشعرات، وضرورة إدارة الميزانية.

  • الكفاءة مقابل التكلفة: تتجسّد وظيفة خوارزميات TEWA في إيجاد “الحل الأمثل والأكثر كفاءة من حيث التكلفة” لاستهداف التهديد. على سبيل المثال، إذا اكتشف النظام طائرة درون موجهة بالألياف البصرية، فسوف يوصي الذكاء الاصطناعي باستخدام القتل الصلب أو HPM بدلاً من التشويش (الذي سيكون عديم الفائدة)، مما يحافظ على المخزون الصاروخي الثمين.
  • دعم القائد: لا تتخذ المنظومة قرارها بنفسها؛ بل تقدم “دعماً لقرار القادة”. ومن الأمثلة الفريدة على ذلك قدرة نظام HİSAR O على حمل نوعين من الصواريخ (بباحث حراري IR وباحث راداري RF). يقوم النظام الذكي برؤية التهديد وتحديده، ثم يوصي القائد باستخدام النوع الأكثر فعالية من الصاروخ المخزن في القاذف نفسه.

3. التكامل والمرونة المعمارية:

تم تصميم هيكل القبة الفولاذية ليكون معيارياً (Modular)، مما يسمح بسهولة “التوصيل والتشغيل” (Plug and Play) ودمج أصول جديدة في المستقبل، سواء أكانت رادارات جديدة أو أجهزة اعتراض جديدة. كما تتميز البنية التحتية بأنها موزعة واحتياطية (Distributed and Redundant). وهذا يعني أنه لا يوجد “مقر قيادة واحد” يمكن تدميره لشل النظام؛ ففي حال إصابة مركز قيادة رئيسي، يمكن لنظام “تابع” أن يصبح “الرئيسيّ” في الكتيبة، مما يضمن استمرارية العمليات.

4- الأبعاد الجيوسياسية والعضوية في حلف الناتو

يتموضع نظام القبة الفولاذية في سياق الالتزامات الدولية لتركيا وقدرتها على تحقيق التوافق مع الحلفاء والتعامل مع المنظومات غير الغربية في آن واحد.

1. التوافق مع الناتو والتعاون الدولي:

يؤكد مسؤولو شركة أسيلسان على أن جميع الأنظمة المطورة ضمن هذا البرنامج الدفاعي تتمتع بالتوافق التشغيلي الكامل مع الناتو (NATO Interoperability). وقد صُممت واجهات هذه الأنظمة وفقاً للمعايير القياسية للحلف، وعلى رأسها بروتوكول Link 16. ويُعد اختيار الناتو لأسيلسان كواحدة من 5 شركات فقط لتصميم حلول الجيل التالي للدفاع الجوي الأرضي (GBAD) الخاصة به، دليلاً دامغاً وراسخاً على الاعتراف الدولي بقدراتها الفائقة في بناء وتطوير أنظمة دفاعية عالية التشغيل البيني.

2. دمج الأنظمة الأجنبية والمسألة الروسية:

يُشير خبراء أسيلسان إلى إمكانية دمج أنظمة دفاعية أجنبية، مثل صواريخ باتريوت، بسهولة ضمن النظام بفضل واجهاته المصممة وفقاً لمعايير الناتو.

على النقيض من ذلك، تظهر التعقيدات في مسألة الأنظمة غير الغربية، وتحديداً منظومة إس-400 (S-400) الروسية التي تمتلكها تركيا. تؤكد أسيلسان أنه من الممكن تقنياً دمج منظومة إس-400 في المظلة الدفاعية الشاملة. ولكن، نظرًا لكون تركيا دولة عضو في الناتو، يجب أن يتم هذا الدمج على “مستوى قيادة وتحكم أعلى” وألا يكون بشكل مباشر عبر روابط الناتو (NATO Links). ووفقًا لتصريحات مسؤولي الشركة، تُفرض هذه القيود بسبب لوائح الناتو والقرارات الحكومية التي تلتزم بها أسيلسان.

3. تغطية البلد والتنقل الاستراتيجي:

في سياق تغطية مساحة جغرافية شاسعة مثل تركيا، يؤكد المسؤولون أن مستشعرات النظام، بما في ذلك الرادارات قادرة على توفير تغطية كشف شاملة (Detection Coverage).

ولكن، يتم تحديد نطاق التغطية الفعالة (التي تشمل عملية الاعتراض) من قِبل القوات الجوية بالاستناد إلى مفهوم العمليات (CONOPS) المعتمد. وبالإضافة إلى ذلك، يتميز النظام بتصميم مرن وسرعة عالية في النشر (Highly Mobile)، مما يسمح بضمان الحماية الكاملة للأمة من خلال التوسع التدريجي في عدد المنظومات المنتجة بمرور الوقت.

5. أسيلسان كمهندس استراتيجي: إشراك المنظومة الكاملة

يُعتبر هذا النظام الدفاعي مشروعاً وطنياً شاملاً يتجاوز نطاق الأقسام التقليدية، إذ يمثل تضافرًا مؤسسيًا لقدرات الأقسام الستة الرئيسية لشركة أسيلسان (التي تُدار كياناتها كوحدات مستقلة). ويعكس هذا التكامل الداخلي الهوية الجوهرية لأسيلسان بوصفها “شركة رائدة في التكنولوجيا والهندسة” تهدف بشكل رئيسي إلى تحقيق الاستقلال الوطني في القدرات الدفاعية.

إسهامات الأقسام الستة في القبة الفولاذية:

  1. أنظمة الدفاع المتكاملة (Integrated Defense Systems): هي الطرف الرئيسي المسؤول عن توريد أنظمة الدفاع الجوي المباشرة، بما في ذلك مجموعات الصواريخ والأنظمة المدفعية المذكورة.
  2. الرادار والحرب الإلكترونية (Radar and Electronic Warfare): تُعتبر الحرب الإلكترونية (EW) جانباً حاسماً يميز القبة الفولاذية. ويوفر هذا القسم حلول الرادار والتشويش المعقدة، التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من مفهوم القتل اللين.
  3. الاتصالات والتقنيات (Communications and Technologies): يوفر هذا القسم شبكة الاتصالات الكاملة (توران)، التي تعمل كـ “العمود الفقري” لدمج جميع الأصول.
  4. الإلكترونيات الدقيقة وحلول التوجيه (Microelectronics and Guidance Solutions): يساهم هذا القسم في الأنظمة الكهروبصرية، وأجهزة الملاحة والتوجيه، وأنظمة الإنذار المبكر التي تأتي من منصات غير مأهولة (UAVs).
  5. النقل والأمن والتقنيات الصحية (Transportation, Security, and Healthcare Technologies):يشارك القطاع المدني في توفير نظام الإنذار العام (a-WARN). يهدف هذا النظام إلى توليد تنبيهات وتحديد مناطق آمنة للمدنيين في حالة وجود تهديد قادم، وهو نشاط داعم وليس مساهماً مباشراً في وظيفة الدفاع الأساسية.
  6. الإدارة المركزية (Central Management): على الرغم من أن هذا ليس قسماً تقنياً، إلا أن الإدارة المركزية للتكنولوجيا والموارد البشرية تضمن الاستدامة والابتكار. ويتم توجيه 7% من الإيرادات السنوية لأسيلسان (أكثر من 200 مليون دولار بناءً على إيرادات 3.4 مليار دولار) لتمويل أنشطة البحث والتطوير الداخلية التي تغذي تكنولوجيا القبة الفولاذية. كما أن أسيلسان تُلزم داخلياً بتطبيق الذكاء الاصطناعي في “كل مرحلة من مراحل التصميم”.

القبة الفولاذية كمنظومة حية وديناميكية

إن النظام الدفاعي ليس مجرد حشد للأصول الدفاعية، بل هو “منظومة حية وديناميكية” (A Living System) صُممت للتحديث المستمر واكتساب قدرات جديدة. ويعكس هذا المفهوم الاستراتيجي فهماً عميقاً لتحول التهديدات، لا سيما في مواجهة التحدي الحاسم المتمثل في الموازنة بين ضرورة الدفاع الشامل وقيود الميزانية.

يمكن القول بأن أسيلسان، من خلال هندستها المعمارية، قد وضعت نموذجاً لجيل جديد من أنظمة الدفاع الجوي؛ حيث يتم دمج كل مكون، من مدفع الـ 35 ملم إلى صاروخ SİPER المعترض للصواريخ الباليستية، ضمن شبكة اتصالات موحدة (توران) ورادار موحد (RadNet). ويُشرف على هذا التكامل “دماغ اصطناعي” (HAKIM / TEWA)، مهمته الأساسية هي تحديد الحل الأمثل الذي يحقق أقصى كفاءة بأقل تكلفة.

يضمن هذا التركيز الثلاثي؛ على الذكاء الاصطناعي، والتكامل متعدد المجالات، والتوافق مع الناتو، مع الحفاظ على الاستقلال التقني (بفضل نسبة التوطين التي تتجاوز 80% من المكونات)، أنّ المنظومة لن تخدم الردع الوطني فحسب، بل ستُعزز مكانة تركيا كقوة تكنولوجية رائدة ومهندس معماري لأنظمة الدفاع في البيئة الجيوسياسية المعاصرة التي تتزايد فيها النزاعات تعقيدًا يومًا بعد يوم.

The post “القبة الفولاذية”: ثورة دفاعية متقدمة يقودها الذكاء الاصطناعي.. شرح تفصيلي للتقنيات والقدرات appeared first on Defense Arabia.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !
To Top